إشكاليات المنظومة العلمية في صراعات الجنوب
ھناك تضارب واضح بین بعض المعارف و العلوم. تنمیة العلوم و تبني تطویر القطاع العلمي المتمثل في البحث العلمي قضیة من المفترض أن تتبناھا الحكومات و الھیئات المعنیة في الدول. لكن على الرغم من وجود الھیئات المعنیة المنوطة باتخاذ ما یلزم من سیاسات و خطط تنفیذیة لتطویر البحث العلمي، یوجد ھناك تضارب متواجد بین سیاسة البحث العلمي و السیاسات المتبعة من تلك الدول.
كما أن ھناك غیاب من الممكن أن یكون متعمد لوضع خطط لتطویر البحث العلمي ذات كفاءة و مصداقیة و شفافیة إداریة و نظامیة.
إذا تطرق الحدیث و النقاش إلى مجال البحث العلمي و كیف أن ھناك تراجع للبحث العلمي في الجنوب فالأولى أن تكون المناقشة والمحاورة حول قیمة العلم في ھذا الجزء من العالم و التي یمكن سرد بعض النقاط المتداخلة و المجمعة في الآتي:
التضارب بین المصالح الشخصیة أو الجمعیة والمنفعة العامة
ھناك مؤشرات متحققة حول تفشي الفساد الإداري و سوء الحوكمة للموارد في حكومات الجنوب عن حكومات الشمال إذا تمت المقارنة بین كلا النطاقین. ھذا لا یمنع تجاھل وجود الفساد في كل الدول . لكن طبقا لمؤشرات قیاس و معایرة الفساد العالمیة ،الفساد الإداري و الذي لا یمكن إنكاره لھ قاعدة صلبة في دول الجنوب عن الشمال. و الفساد الإداري لا یمكن بأي حال من الأحوال أن یعترف بقیمة العلم و/أو یتبنى تطویر لمنظومة البحث العلمي حیث سوف یتضرر القائمین على الفساد من جني ثمارھا و خسارة المكاسب لصالح المنفعة العامة. ھنا سوف یتضح التباین و تظھر المفارقة التي تولد ذلك التضارب. لذلك الفساد مفسدة للشأن العام و من بینھا البحث العلمي كما انھ یمكن ان یكون من معوقات الفساد.
الفئات المتعلمة عبرة أم قدوة
قیمة العلم من قیمة الفئة المتعلمة ذلك من الأمور الحتمیة و المتفق علیھا. لذلك وجب البحث عن تقدیر الدولة و الھیئات المؤسسیة للمتعلمین و إذا كانوا من الفئات التي لھا بعض الامتیازات لما یقدمونھ من علم و إذا كان ھذا العلم ینتفع بھ أو على العكس تماما. حالیا یمكن القول أن العلم یمكن أن یكون تھمة وجریمة یعاقب علیھا لیس فقط القانون بل المجتمع. العلم سلاح و العلم نور ، لذلك یوجد دائما قوى غاشمة و مظلمة تتحدى قوى النور متمثلة في الكثیر من معوقات التنمیة و التطور الحضاري. العلم سلاح یمكن ان یتم تسییره في كل الاتجاھات و لیس فقط الاتجاھین .لذلك وجب یمكن أن اعتبار العلم خطورة من مجتمعات غارقة في الجھل او الأشد وطأة منھ و ھو التعلم الزائف المغلف بالشھادات المعتمدة. مرة أخرى ھل یتم إعتماد أراء من لدیھم الخلفیة العلمیة ؟ ھل یتم تنمیة القدرات والكوادر البشریة؟ ھل ھناك تقدیر مستحق عن جدارة للقامات العلمیة ؟ و ھل یمكن حمایة العلماء و من یمتلكون قدر من المعرفة ؟ أخیرا ولیس آخرا ھل على سبیل التواضع یمكن احترام آدمیة المتعلمین بغض النظر عن ھویاتھم المختلفة؟
العلم سیاسة
العلم یفوق حدود معرفة الاختصاص المحدودة، یتعدى المعامل و التقاریر العلمیة والتفسیرات والتحلیلات المختلفة. العلم سلاح یتزود بھ من یعرف قیمتھ و یدرك أھمیتھ و یحاربھ من یعرف خطورتھ. العلوم غالبا ما تكون مرتبطة بالمنظومة الوظیفیة للھیئات و المؤسسات.
العلوم لیست منفصلة عن الواقع كما یزعم البعض، یمكن أن تتعارض و لكن كما تم ذكر سابقا المعارضة لیست لأسباب علمیة أو خلاف حول نظریات او وجھات نظر من الممكن التوصل إلى حلول لھا. الخلاف و المعارضة غالبا ما یكون أصلھا مصالح أو أھداف لیست متعلقة بالشأن العام و الذي یتعارض في أغلب الأحیان مع قیم العلم أو العلماء. لذلك یصطدم العلماء بالواقع السیاسي و المنظومات العلمیة المھمشة و الھالكة. وجود منظومة علمیة متطورة یحتاج عزیمة و إرادة سیاسیة، الأمر الذي یفوق جھة معینة أو یتعدى فكرة شخص یكون لھ القدرة على التغییر. الواقعیة تحتم أن یذكر أن العلم یمكن أن یسبب قلقا للبعض إذا كان الشأن داخلي أو في بعض الأحیان خارجي.
عندما یتم النظر إلى قضیة تراجع البحث العلمي كقضیة مشتركة للجنوب وجب التنبیھ أن العدید من قامات العلوم المختلفة من الجنوب.
الجنوب لیس معبرا عن قدراتھ البشریة أو إسھاماتھ العلمیة. یجب أن یكون ھناك فصل لمنھج الحكومات أو الفئة الحاكمة و فكر المجتمعات و یلیھ الأفراد. ھناك الكثیر ممن قدر لھم خیر تمثیل لدول أخرى و لكن من الجنوب حیث تتوفر لھم مقومات الحیاة العلمیة الجیدة. و لكن یمكن التساؤل حول إمكانیة الجنوب من قاماتھ العلمیة الممثل بعضھا خیر تمثیل خارجیا ؟
Comments
Post a Comment